Header Ads

اعلان

ميثاق تحالف بين المتطرفين والإرهابين لإسقاط الدولة الموريتانية / خونه ولد إسلمو

 


ميثاق تحالف بين المتطرفين والإرهابين لإسقاط الدولة الموريتانية

الدولة هي الكيان الناظم للشعب الموريتاني وهي السد المنيع لوحدته وتفكيكها هو الطريق الوحيدة لوصول أصحاب الأجندات إلى مبتغاهم، تلك هي محصلة ما استنتجته كل القوى المعادية للوطن ووحدته منذ التأسيس.


إن موريتانيا تعيش منذ عامين على وقع دعوات متقطعة لدفعها لخوض حرب مع الدولة الصديقة والجارة المسالمة جمهورية مالي ومع مطلع هذا العام دخلت تلك الدعوات منعطفا جديدا وخطيرا ومقلقا حيث يبدو أن طارئ قد استجد، مما استدعى منا المزيد من المتابعة الحثيثة للأحداث ومراقبة تطوراتها وردود الأفعال ومصدرها والعلاقة بين الدوائر  التي تصدر منها  والمصالح المشتركة والأهم الدوافع والتوجهات السياسية والاديولوجية لأصحابها.

ومع مرور الوقت وتصاعد خطاب الكراهية برز توجهان يتصدران المشهد ويسيطران بإحكام على خيوط تحريك القضايا والرأي العام، ولكل منهما أهداف وأجندة خفية، تتحد في أنها خطر محدق على كيان الدولة الموريتانية.

إن ما يطالعنا على وسائل التواصل بمختلف أنواعها من زيادة مضطردة لمنسوب التحريض في تلك الفضاءات يبدو أنه مخاض تلاقي لمصالح الشوفينية والإرهاب، حيث يطمح كل منها لتجسيد أفكاره على الساحة الموريتانية خدمة لأجندة تنظيمات خارج حدود الوطن، إذ يطمح المتطرفون العنصريون بدافع وحدة اللون الذي يتوهمون من خلاله وحدة العرق ـوهي نفس العقلية الواهمة لدى نظرائهم من اللونين من الشرائح الأخرى- مع بعض الحركات الأزوادية إلى أن تكون موريتانيا في وضعية خلاف وخصام مع جمهورية مالي كي تتاح الفرصة لتلك الحركات أن تتخذ من موريتانيا قاعدة خلفية لإطلاق هجماتها في حرب الكر والفر مع الجيش المالي وقوات فاغنر وفي مرحلة لاحقة دخول موريتانيا في الحرب بشكل مباشر  وهنا تتقاطع الأهداف مع المجموعة  الإعلامية للخلايا الإرهابية النائمة المتعاطفة مع "تنظيم القاعدة وجبهة ماسينا" اللتان تتحينان الفرص للوصول للعمق الموريتاني من خلال التوغل في المناطق الخالية من السكان ثم الزحف نحو القرى والمدن واقتطاع ماستطاعوا من الأراضي لتأسيس امبراطورية وهمية حية في خيالهم.


هناك معطيات غاية في الخطورة توحي بأن هاتين المجموعتين تنسقان بشكل غاية في الخبث لتشكيل حركة متطرفة متعددة الخلايا التخريبية عقيدتها الأساسية مناهضة تواجد الأجانب السود لكونهم في معتقد هؤلاء تشويه ثقافي وحضاري وعامل تغيير ديمغرافي وهي حيلة لتخويف العوام وكسب تعاطفهم مع الافكار الهدامة لهذه المجموعات التي هي في الحقيقة إرهابية عنصرية معادية للوحدة الوطنية ومخالفة لتعاليم الشريعة السمحة.

ويبدو أن  المجموعات المتطرفة قد دراست بشكل مستفيض ودقيق جميع المجريات التي مهدت أحداث 1989 بين موريتانيا والسنغال وتعمل على تطبيقها لتشابه وتشابك العلاقة بين موريتانيا والسنغال وموريتانيا ومالي ما يعولون عليه لتحقيق غايتهم لا قدر الله من خلال اشعال أحداث عرقية عند أول سانحة إن بالصدفة وإن تأخرت تم افتعالها.

إن كم التخطيط والتدرج في التنفيذ يوحى كذلك بأن هناك أيادي أجهزة نظامية ذات خبرة  إمكانيات مادية ولوجيتية تهدف إلى جر موريتانيا إلى الدخول في مستنقع التمزق حفظها الله بدخوله في أتون حربين، حرب أهلية داخلية وحرب بالوكالة ضد الجيش المالي ما سيسهل على التنظيمات الإرهابية والمليشيات التي سيتم تشكيلها اختراق السيادة الموريتانية حين ينشغل الجيش بحماية السيادة والحدود وتنشغل القوى الأمنية في استتباب الوضع المنفلت في الداخل لا قدر الله.

إن موريتانيا اليوم على المحك فإما أن تكون الدولة جاهزة وقادرة ومستعدة للتصدي للمخربين الذين يتدثرون بالوطنية اللونية وأن يحصن المجتمع الموريتاني من طرف نخبه وعلمائه وأحزابه ومنظماته  الوطنية الوحدوية، أو أن يترك الحبل على القارب للمتطرفين والغوغاء لهدم كيان الدولة الموريتانية.

حفظ الله موريتانيا من كيد المتطرفين والغوغاء والإرهابين.

خونه ولد إسلمو/ المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.