رسالة باسم أطفال غزة إلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر
رسالة مفتوحة باسم أطفال غزة إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أما بعد:
سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لقد بذلتم في دولة قطر جهودا مكثفة ومخلصة من أجل وضع حد للحرب والمأسي في قطاع غزة مسنودين بجهود الإخوة في جمهورية مصر العربية وقد تكللت تلك الجهود بفضل الله بالنجاح في توقيع اتفاق ساهمت إدارة الرئيس ترامب بشكل حاسم في دفع الطرفين إليه، لكن يد شيطان الأطماع السياسية تسللت إليه واغتالته في غفلة من الجميع.
والآن وبعد إغلاق المعابر وعودة الحرب وأمام تجدد الأزمة الإنسانية وتفاقم المعاناة وانسداد الأفق، أخيرا خرج سكان غزة المنكوبين بعد أن فاق الألم حدود تحملهم وإرادة تجلدهم معبرين عن نفاذ صبرهم ومطالبين بوقف الحرب، لقناعتهم أن مقياس الربح والخسارة في هذه الحرب لم يعد سياسيا بل صار إنسانيا، فبدل أن يكون الهدف الرهائن مقابل الاحتفاظ بالسلطة والسلاح يتوجب أن يصبح الرهائن مقابل وقف الحرب ودخول المساعدات الإنسانية وإطلاق صراح الأسرى وهي مكاسب إنسانية يتطلع لها هؤلاء المدنين العزل الذين عانوا الأمرين من استمرار الحرب.
إن قرار إنهاء هذه المأساة هو الآن بيد الجهة التي قررت بدأ الحرب حين لم تحتسب العواقب وتلك التي شنت الحرب حسب ما تشتهي وهو مسؤوليتكم كوسطاء.
وبما أن القرار يتطلب شجاعة فائقة وتضحية بالمشروع الحركي لصالح المشروع الوطني وتحكيم العقل وعدم مواصلة السير بالناس في دروب القتل والتدمير فإننا نتطلع أن تقوموا كما هو دأبكم بواجب النصح والإرشاد لضيوفكم بإصرار أكبر وإلحاح أكثر فالناس ضاقت ذرعا بالحرب بعد أن دفعت أثمانا باهظة.
سمو الأمير لقد أصدر الشعب متوكلا على الله و مستعينا به قرار إنهاء الحرب وهو يعول على دعمكم ومرازرتكم وأنتم من وقفتك معه دائما دون من ولم تخذلوه قط.
وكي تكون الأمور ناضجة والأوضاع مهيئة لتطبيق قرار لوقف الحرب يكون سلسا وعمليا ومنطقيا ومتدرجا وناجحا نحتاج للعبور الأمن إليه، المرور بثلاث مراحل:
أولها الموافقة على خطة مبعوث الرئيس ترامب السيد ويتكوف مشفوعة بالمبادرة المصرية الآخيرة وما ستقدمونه كوسطاء من مقترحات.
ثانيا تسليم تسيير الأمور الإنسانية في قطاع غزة لطرف ثلاث وهي مهمة يجب أن تستلمها وعلى جناح السرعة اللجنة الشعبية المتفق عليها سلفا بتأطير من الجانب المصري، ودعم من الجانب القطري.
ثالثا تسيلم الرهائن في كل مرحلة من المراحل إلى اللجنة الشعبية وبالتزامن مع ذلك خروج دفعة من الشخصيات السياسية والعسكرية التي قد يشكل استهدافها تهديد للهدنة وسببا لعودة الحرب.
سمو السيد الأمير إن الجميع على يقين أن جهودكم المخلصة ستكلل بحول الله وقوته بالنجاح رغم مشاعر اليأس والإحباط.
حفظكم الله وفقكم وسدد خطاكم
وعيد فطر سعيد نسأل الله أن يكون فاتحة خير وفرج.
خونه ولد إسلمو/ المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية