قراءة في تعيينات قادة المؤسسة العسكرية لماذا ولد الرايس.!!
طويت صفحة وفتحت أخرى غادر ضباط خدموا المؤسسة العسكرية بكل تفاني "مبلغ جهدهم ومناط الثقة التي منحت لهم" ليتبوء آخرون وظائفهم وتلك سنة الحياة الثابتة وبات معها عدم تمديد ولد الغزواني الرئيس القادم من دهاليز الثكنات للضباط السامين عرف متواتر على استحسانه من طرف العارفين بشأن العسكري فالمحالون للتقاعد بتركهم لمراكزهم في هرم مؤسسة الجيش يتفرغون لشؤنهم الخاصة بعد سنوات من تحمل المسؤولية الجسيمة والانهماك في شأن عام لا مجال معه سوى للانضباط التام والانشغال الدائم ومن ناحية مهنية صرفة يتيحون الفرصة لهذه المؤسسة كي تجدد دمائها وتنشط ديناميكيتها من خلال تحفيز الطموح والعطاء لدى الصفوف الموالية من قادة المستقبل، المتحفزين لتولي المسؤولية والجاهزين تماما لشغل وظائف تتطلب الحنكة والصبر بعد سنوات من التربص في مختلف مفاصل المؤسسة العسكرية بعد أن كان العشرات من أقرانهم من الضباط يمضون السنوات الأخيرة من الخدمة في حالة تفريغ قبل أن يحالوا إلى التقاعد حيث سد أمامهم أفق التدرج في السلم الوظيفي.
لقد تميز الترتيب الجديد للبيت الداخلي للمؤسسة العسكرية الوطنية بكونه جاء سلسا فعلى هرم أهم مؤسستين عسكريتين تربع قادة جدد تم تحضيرهم جيدا للمهمة من خلال تعيينهم في منصب القائد المساعد الذي كان مجرد منصب بروتوكولي من يشغله ليس له من الأمر سوى أنه حصل على منصب شرفي لا تكليف لصاحبه قبل أن يعاد له في السنوات الآخيرة دوره في هيكلة الجيش الوطني مع الصلاحيات والمهام والمكانة في السلم التراتبي وصار موقعا لإعداد القادة لترفيعهم للمسؤولية الرئيسية.
حملت هذه التعيينات معها رياح التغيير في العقليات المتخلفة التي تعشعش في أذهان بعض النخبة ويسوقونها للعوام في قوالب تمويه بالية، فتعيين ولد الرايس قائدا عاما لأركان الجيوش كان قرارا قمة في الحصفة والاستشراف لمستقبل الوطن وفتح آفاق هذه المؤسسة الوطنية العتيدة كي تجسد وحدة المكون الموريتاني وهو لعمري أمر يغيظ الشوفينين والعنصرين الذين يقتاتون سياسيا على كل ماهو ضد تكريس وحدة الشعب والوطن.
إن ولائنا لمؤسسة الجيش الذي هو رمز وطني يجب أن يسمو على مواقفنا من النظام القائم أي كان فالجيش الموريتاني لم يكن يوما ذا طابع عنصري رغم أن بعض أصحاب الأجندات والاديولوحيات نجحوا في حقبة زمنية معينة في التسلل إلى صفوفه وبثوا سمومهم في جسمه غير أن الزمن كان كفيل بكشف مخططاتهم المعادية لعقيدة الجيش الموريتاني الذي امتزجت دماء أبنائه من كل أطياف المجتمع ومن مختلف الرتب في ساحات الوغى دفاعا عن استقلال وسيادة الوطن، وجيشنا والحمد لله والشكر له تخلص من تلك الأجسام الغريبة بفضل مانعة متأتية من صلابة رجاله المخلصين لله والدين والوطن السابقون منهم واللاحقون.
إن قادة الرأي مطالبون كل من موقعه بعدم الركون لأصحاب الأفق الضيق ودعاة التفرقة الذين يعج بهم فضاء التواصل الاجتماعي حيث يعيثون في القيم الوطنية ومقومات الدولة دوون حسيب ولا رقيب متدثرين بعباءة حرية الرأي وهم ليسوا أصحاب رأي إنما دعاة فتنة.
صدق الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : “سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ.
قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟
قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ”.
خونه ولد إسلمو/ المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية