Header Ads

اعلان

التحالف الدولي لحل الدولتين "مبادرة سعودية للطريق نحو السلام"


تواصل قيادة المملكة العربية السعودية مسار الريادة في قيادة العالم العربي الإسلامي نحو النمو والإزدهار والأمن والاستقرار، في ظرف عالمي دقيق وحساس تعاني فيه عدة بلدان عربية وإسلامية من التوترات الداخلية والتدخلات الخارجية وجولات الحروب في الشرق الأوسط التي بالكاد تنتهى جولة منها حتى تندلع في جولة آخرى أشد فتكا.

في السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي اعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.


لقد شكل الموقف من القضية العادلة للشعب الفلسطيني وحقه في تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة ومترابطة الأوصال القاعدة الثابتة والصلبة لسياسة المملكة العربية السعودية المساندة والداعمة لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كما شكل حشد الدعم لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينة والتشبث بها والمطالبة الدائمة بتطبيقها ركيزة أساسية في دعم المملكة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المسلوبة وحقن دمائه المهدورة بفعل سياسيات العنف  الوحشي والقمع البشع الذي يتعرض له منذ عقود.


لم تغب السعودية عن دعم صمود الشعب الفلسطيني ولم يتأخر أبدا دعمها المادي والمعنوي واللوجستي بل كانت دائما في صدارة داعمي وممولي برامج الأمم المتحدة المخصصة للشعب الفلسطيني فالتمويل السعودي لتلك المنظمات وعلى رأسها الأونروا هو ما ساعدها على البقاء كشريان حياة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في الداخل والشتات.


كما أن دعم الحكومة السعودية للسلطة الوطنية الفلسطينية شكل جزء أساسيا وحيويا ساعد السلطة المحاصرة على بناء مؤسسات قائمة الآن تشكل نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية.


في شهر اغسطس من العام 2023 كان القرار التاريخي الهام الذي شكل عنوان المرحلة الجديدة من وقوف المملكة العربية السعودية مع الدولة الفلسطينية التي هي حق اصيل للشعب الفلسطيني حيث سلّم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، سعادة السفير نايف بن بندر السديري، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة ومفوضاً (غير مقيم) لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً في مدينة القدس الشريف، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي، ليكون بذلك أول سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين.


لقد كان الدور السعودي بارزا ومخلصا سعيا لوضع الحد لمعاناة سكان غزة من الحرب الطاحنة التي قتلت البشر ودمرت الحجر وهي جهود مستمرة تعبر عن عمق مشاعر الأخوة والشعور بالألم لما يتعرض له الأبرياء في القطاع المنكوب.


إن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا مشكورة في الخفاء والعلن من أجل توحيد الصف الفلسطيني ولولا استمرار ارتهان بعض الممسكين بقرار طرف فلسطيني لأجندات لا تخدم المصلحة الفلسطينية ولا تنسجم مع الواجب الشرعي بضرورة حقن الدماء في وجه آلة قتل لا تميز بين الشيخ الهرم والأصبياء والنساء العزل.


إن نقطة التحول في القضية الفلسطينية هي تبني الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوربيين لتحالف حل الدولتين ولم يبقى سوى أن يعلن الطرف الفلسطيني الذي هو رهينة الأجندات الخارجية تفويض منظمة التحرير الفلسطينية قرار التفاوض بشأن وقف الحرب وذلك لنزع فتيل الحرب الضروس وقطع دابر ذرائع الحكومة المتطرفة ثم بعدها الانضمام لمنظمة التحرير والركون للحضن والحصن العربي الإسلامي متمثلا في المملكة العربية السعودية.


لقد شكلت المبادرة السعودية مناسبة لصحوة الضمير الإنساني وتم الترحيب بها والانخراط فيها من طرف حكومات ودول في مختلف قارات العالم واصبح التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين قوة سياسية ودبلوماسية أحيت قيم التضامن العالمي من أجل السلام والتنمية ونفخت الروح في قيم ومبادئ المجتمع الدولي التي كادت تختنق بسبب غياب دولة تلعب دور تنشيط وتنسيق الجهود المشتتة والمواقف المبعثرة للدول التي تقف مع حق الشعب الفلسطيني وترفض استمرار الظلم والإضطهاد الممارس ضده في ظل صمت العالم وتصاميم قواه العظمى.


إن موقف السعودية المتمسك برفض إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال قبل قيام دولة فلسطينية وكذا توحيد ودفع جهود الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية وتذليل الصعوبات نحو تمثيلها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة هي رؤية ثاقبة ومتبصرة وحكيمة تخدم المصلحة الفلسطينية العليا وتمهد الطريق نحو تمتع الشعب الفلسطيني بحقه المشروع في العيش على أرضه بحرية وكرامة.


فشكرا لقيادة المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده المفدى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود على ما يبذلونه لصالح المصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية وتبوء القضية الفلسطينية مكانتها في مصاف اهتمام المجتمع الدولي.


خونه إسلمو المخطار/ المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية


نواكشوط بتاريخ 31 /10 / 2024


يتم التشغيل بواسطة Blogger.