تعيين ولد أجاي أكبر مناهض للفساد "الجنوح لإصلاح ما أفسدته بطانة الإجماع"
يجمع أغلب الساسة في الموالاة والمعارضة وكذلك الأغلبية الساحقة من المهتمين بالشأن العام على أن خمس سنوات من حكم ولد الغزواني ضاع جلها ومعظم مواردها فيما لا يمكث في الأرض ولا ينفع الناس، وحتى الرئيس نفسه أبدى في أكثر من مناسبة وآخرها خطاب التنصيب بنبرة حسرة وندم امتعاضه من عدم إنجاز حكوماته المتعاقبة ما يحقق أدنى نسبة رضى لدى الرأي العام وفي كل مرة عبر فيها عن ذلك كان الجميع يصفه بأنه أصبح ناطقا بلسان معارضته.
لقد كان الرجل على ما يبدو يشعر بمرارة الفشل في تحقيق النجاح الذي عول فيه على تلك الحكومات وفي كل مرة خاب ظنه وخسر تعاطف أنصاره وفتر حماس مؤيديه وقويت حجة معارضيه.
لقد ضاعت خمس سنوات وضاعت المليارات وفقد الشعب الأمل ونزح الشباب من الوطن الذي لم يعد يحتضن طموحاتهم البسيطة في حياة كريمة، حتى السياسة والحريات العامة لم تسلم من جائحة ضعف الأداء وغياب الرؤية والحصافة.
لقد دعم الكثيرون ولد الغزواني واستبشر به آخرون خيرا لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية للبلاد فتوالت صدماتهم مع مرور الأيام، وتحولوا إما إلى معارضين ساخطين على نظامه أو موالين يضمرون شعور الخيبة وبلغوا من الإفلاس الدعائي ببعضهم أن يحتفوا بظهور الرئيس بهندام مرتب أنيق، نعم إلى هذه الدرجة فليس باليد حيلة فالحكومة لاهية في التعيينات على أساس القرابة والولاء والبرلمانيون يبحثون هنا وهناك عن صفقات التراضي، وحده الوزير الأول في هدوئه المعتاد يحاول عبثا تنسيق عمل فريق حكومي لدولة كل عضو فيه ينفذ أجندة حلف سياسي محصور في مقاطعة معينة وفي قبيلة بذاتها كل همه تعزيز حضوره المحلي الذي يضمن له على ما يبدو الاحتفاظ بالمنصب والامتيازات.
اليوم يمكننا القول إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قرر القطيعة مع نهج بطانة الإجماع وحكومات الشعارات وذلك باختياره للوزير الأول المخطار ولد أجاي المعروف في الأوساط السياسية بديناميكيته وحيويته وانفتاحه على الطيف السياسي بمختلف توجهاته وفي الأوساط الحكومية بحسن إدارته تخطيطا وتنفيذا وصرامته ومناهضته للفساد وفي الأوساط الشعبية بالقرب من الفقراء والبسطاء والتعاطي بإيجابية مع الشباب.
إن الأمل الذي يجتاح النفوس والارتياح الذي تعبر عنه المراجع السياسية والشخصيات العامة وعموم المواطنين هو نسخة طبق الأصل من الشعور العام في مثل هذا الأيام منذ خمس سنوات انقضت.
يقال إن نفس الفرصة لا تأتي في العمر مرتين لكن ها هي تتكرر للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وهي إن ضاعت لا قدر الله سترتفع مؤشرات احتمال أن تصبح موريتانيا دولة فاشلة، فريسة للأطماع وغنيمة للأعداء.
إن القيادات السياسية والاجتماعية مطالبة بالتسامي عن أجنداتها الضيقة للسير بالبلاد على الدرب الصحيح نحو بر الأمان فالأرضية مناسبة والوقت ينفذ والوطن أغلى ما نملك وأعز ما نضحي من أجله.
خونه ولد إسلمو/ المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية