ولد الغزواني "النحس الأصلع"
استلم ولد الغزواني حكم موريتانيا بعد عشرية حافلة بالإنجازات والتمكين لدولة القانون والمواطنة عشرية شكلت قطيعة فعلية مع الماضي البائد وجميع ممارساته المتنافية مع مفهوم الدولة، حيث قام الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز بإعادة تأسيس موريتانيا على مختلف الصعد على قيم العدل والمساواة والديمقراطية.
إن تلك المكاسب التي تحققت بفعل إرادة قوية وعزيمة وإصرار هي التي استهدفتها معاول الهدم منذ اللحظة الأولى لتسليمه السلطة، بل إن أيادي الغدر والخيانة التي تسلمت حكم البلاد ستمتد إليه لاحقا لئما وخساسة محاولة تصفيته جسديا، وقد قالت العرب قديما "اتقي شر من أحسنت إليه".
عادت موريتانيا إلى الوراء القهقرة فمن يفترض فيه أن يكون سيد القصر وخادم الشعب صار من أول وهلة سيدا للشعب يسومه سوء التدبير والعذاب وخادما للقصر يتفاني في تحقيق رغبات الأمراء والجلساء.
عاد الفساد وعاشت موريتانيا خلال سنتين ونيف أعتى صنوف الوباء والغلاء والبلاء بما كسبته أيدي المفسدين الذين مكن لهم ولد الغزواني في المناصب والنفوذ، فنهبوا المليارات دون رقيب ولا حسيب وأفلسوا مؤسسات وأعجزوا أخرى، في المقابل تمت مكافئتهم بالترقيات والتعيينات والصفقات.
إن المواطن الموريتاني الفقير الصابر على الاكتواء بنار الأسعار المرتفعة، لن يتحمل أكثر حكومة لاتصون له كرامة ولا تحمي له سيادة فأبناءه يموتون تحت الأنقاض بحثا عن ما يسدون به رمق النساء والأطفال ويقتلون غيلة بحثا عن كلأ لمواشيهم المهاجرة إلى الأدغال وحتى وهم يلقون بأنفسهم في أتون تلك المخاطر والأهوال لا يأمنون على من تركوا خلفهم في مدن لا أمن فيها ولا أمان تجوبها عصابات النهب والقتل والسلب والاغتصاب، لا شرطة تلجمها ولا قضاء يردعها، لقد تحولت التعهدات إلى سراب وصاحبها إلى نحس.
إن ما عاناه الشعب الموريتاني بعد وداعه التاريخي لعشرية النماء واستقباله لسنين ولد الغزواني القحاط العجاف لمدعاة أن يدرك شباب الوطن ككل وشباب عاصمة البلاد بالخصوص النابض بالوطنية الرافض للتدجين والتخويف والترغيب والذي لاتزال تمزقه حواجز العرقيات والجهويات أن لحظة الخلاص من رأس هذا النظام الفاسد وبقية بدنه المتعفن لن يقربها إلا رص الصفوف ونبذ الخلاف وتجاوز منطق التنظير إلى النزول للميدان فقد فعلها شباب اركيز وقبل ذلك الطينطان وباسكنو وأزويرات أما لسان حال النخبة الشبابية في العاصمة المتخالفة على تفاهات الأمور المتخلفة عن ميدان العبور بالوطن إلى مستقبله الواعد فنرجوا الله أن لا يكون كحال من نزلت فيهم الآية الكريمة، قال تعالى: ((سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا.))
خونه ولد إسلمو