التقويم كمدخل أساسي لتكوين معلمين نموذجيين
يجمع كل المعنيين بالشأن التعليمي في موريتانيا على أمرين محمودين لا يشذ عن هذا الإجماع إلا من لا يهمه أمر هذا القطاع الذي ظل أهله يدورن في حلقة تيه مفرغة حتى الأمس القريب.
الأمر الأول هو أن إرادة جادة وصادقة ومصممة على الإصلاح الجوهري للتعليم صارت واقعا محسوسا لدى جميع أفراد الأسرة التربوية الموريتانية منذ اليوم الأول لتولي معالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح السيد محمد ماء العينين ولد أييه مهامه على رأس هذه الوزارة الأكثر حساسية وأهمية لما يناط بها من ناحية التعويل عليها في مجهود البناء الوطني عبر سواعد وعقول الأجيال المتعاقبة من أبناء الوطن و من جهة تطلعها بمهمة ردم الهوة السحيقة التي اتسعت مع تعاقب السنين بين مكونات هذا الشعب الواحد الذي صار التعليم أبرز تجليات فوارقه الممقوتة, فقد شكل التأسيس لمدرسة جمهورية نموذجية في تعليمها وجامعة لكل أبناء الوطن كما يجب أن تكون هدفا نبيلا كرس معالي وزير التهذيب الوطني الجهود لتحويله من أحلام تختلج في الصدور وأمال تتوق لها نفوس جميع المواطنين الموريتانيين إلى حقائق بدأت تتبلور على أرض الواقع فالمدرسة الجمهورية اجتازت بفضل ما تم انجازه من خطوات جبارة على مختلف الصعد طور الفكرة إلى مرحلة الوجود والدلائل على ذلك قائمة يلمسها كل الفاعلين التربويين.
الأمر الثاني الذي نتفق عليه جميعا رغم اختلاف المشارب النقابية هو قناعتنا بضرورة وضع إطار دائم ومنتظم للتكوين المستمر الذي يعتبر هذا التقويم المرتقب المدخل الأساسي نحوه فالتكوين المستمر ظل على الدوام مطلبا رئيسيا في جميع العرائض المطلبية للنقابات التعليمية لما يشكله من أهمية بالغة لدى المعلمين الميدانيين الذين نذروا أنفسهم لمهنة التدريس بتالي فإن دوافع أولئك المتوجسين من التقويم تتهاوى أمام حقيقة قناعة الجميع التامة بالحاجة الملحة والدائمة للتكوين المستمر الذي هو الوقود الذي يبقي عطاء المدرس متوهجا وذهنه متقدا.
إن الجميع على قلب رجل واحد مع الإصلاح هكذا كانوا ولن تزعزع التوجسات إيمانهم الراسخ أن القدرة على إنجاز الإصلاح ممكنة الآن أكثر من أي وقت مضى ما دام الواقع أن هناك معلمون راغبون ومساندون لإصلاح المنظومة التربوية الوطنية وإرادة جادة من الوزارة في تجسيد تلك الرغبة واقعيا ويتمثل ذلك في المسعى الصادق والجهد الحثيث لمعالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح السيد محمد ماء العينين ولد أييه الذي سيكلل إن شاء الله بالنجاح رغم محاولات إعطاء الانطباع أن توجس فئة محدودة ومحددة هو هبة ضد الإصلاح الذي هو ضالة الجميع المنشودة وستثبت الأيام ذلك وأن الزبد يتلاشى ويبقى ما ينفع البلاد والعباد.
إن التقويم الذي يريد البعض أن يحمله وزر ودرن الفساد الذي عشش لسنوات في دهاليز وزارة التهذيب هو في حقيقته بوابة الولوج إلى التكوين المستمر للمعلمين ذلك المسعى الذي استهلك من النقابات والمعلمين الكثير من النضال من أجله تثبيته كحق للمعلم لا مجال للتنازل عنه في أي ظرف ولأي مبرر وليس من النضال في شيء تضييع فرصة تحققه بعد أن اتحدت إرادة الوزارة والحكومة مع رغبة المعلمين الذين يعتبرون التكوين جودة ونوعية هو المقياس الحقيقي لتثمين مهنة التدريس فالمعلم وإن كان يمارس مهنة التدريس النبيلة ليعيش من مردودها المادي بكرامة إلا أنه يضع فوق ذلك هدفا اعتباريا أعلى وغاية أسمى هي بث العلم في قلوب الأجيال الناشئة الذي هو جوهر شرف هذه المهنة.
إن وزارة التهذيب التي هي القاطرة التي تجر قطار الإصلاح المبارك بإذن الله عليها أن تسعى إلى تكريس وحدة صف الأسرة التربوية وإزالة توجسات الفئة التي يستهدفها المتربصون الناقمون على الإصلاح وسيكون ذلك بإذن الله كفيل بإعادتهم لجادة الصواب بعد أسابيع من الشحن السلبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي قام عليه دخلاء على الأسرة التربوية لا يريدون أي تمكين للإصلاح بتالي فالوزارة مطالبة بإيجاد أرضية جديدة مناسبة للحوار مع الشركاء الجادين من النقابات التي تحمل هم المعلم وهم الإصلاح معا حتى يميز المعلمون بين الخبيث والطيب عندها سيكتب هذا التقويم نهاية من يحنون للماضي بكل ما يحمل من سلبيات وتسيب دفع المعلمون المرابطون في الأقسام ثمنه من كرامتهم وجهدهم ودفعت المدرسة العمومية من صيتها وسمعتها مقابله لكي يتمتع أفراد لا يقدمون خدمة أية عمومية بامتيازات هناك من هم أحق منهم بها وهو باطل لا مكان له في الرؤية الإصلاحية التي ينتهجها معالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح السيد محمد ماء العينين ولد أييه والتي سيقطف المعلم والمجتمع والتلاميذ ثمارها في القريب العاجل بإذن الله.
إن النقابات التي استبشرت خيرا بالإصلاح مطالبة بأن تغلب منطق العقل والمصلحة العامة والشراكة الفعالة على ما سواهم وتعيد حساباتها بمنطق ربح وخسارة المعلم تربويا حتى لا نعض أصابع الندم على فرصة ضائعة للإصلاح عمل على إنضاجها وزير معروف بكفاءته ونزاهته وإرادته الصادقة لخدمة الوطن وهي فرصة لا قدر الله إن ضاعت سنطاردها كخيط دخان في يوم عاصف, وعليه فكل الطيف النقابي مطالب بتحمل المسؤولية التاريخية والتربوية وتبني موقف متوازن وقمة في الحكمة من التقويم وأن يكون شريكا حقيقيا وسندا وعونا للوزارة لخدمة الهدف والهم المشتركين.
إن كل معلم اليوم أمام لحظة وحقيقة تاريخيتين اللحظة هي لحظة ركوب قطار الإصلاح والقطيعة مع الممارسات التي لا تليق بسمعة المعلم وشرف مهنة التدريس والحقيقة هي أن الإصلاح وجنود الإصلاح مصممون على خوض غمار معركة الحسم التي ستفضي إلى إرساء قواعد سليمة للمدرسة الجمهورية وللمسار المهني المثالي للمعلم الموريتاني بتالي فالإصلاح الجاد يستحق منكم أيها المعلمون التضحية لأجله.
إذا نادى الهوى والعقل يوما ... فصوت العقل أولى أن يجابا.
خونه ولد إسلمو / ناشط نقابي